سورة النساء - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النساء)


        


{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)}
{ياأيها} {وَاحِدَةٍ}
(1)- يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِتَقْوَاهُ (أَيْ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ)، وَيُحَذِّرُهُمْ مِنْ عِصْيَانِهِ، فَهُوَ الذِي خَلَقَهُمْ جَمِيعاً مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (هِيَ آدَمُ، عَلَيْهِ السَّلامُ)، وَخَلَقَ مِنْ هَذِهِ النَّفْسِ زَوْجَهَا (حَوْاءَ)، وَخَلَقَ مِنْ هَاتِينِ النَّفْسَينِ البَشَرَ رِجَالاً وَنِسَاءً، وَنَشَرَهُمْ فِي الأَرْضِ عَنْ طَرِيقِ التَّزَاوُجِ. ثُمَّ يَعُودُ تَعَالَى فَيُكَرِّرُ أَمْرَهُ لِعِبَادِهِ بِطَاعَتِهِ وَتَقْوَاهُ وَيَقُولُ لَهُمْ: إنَّهُ هُوَ اللهُ الذِي يَتَسَاءَلُونَ بِهِ فِيمَا بَيْنَهُمْ (فَيَقُولُ بَعْضَهُمْ لبَعْضٍ: أسْأَلُكَ اللهَ، وَأَنْشُدُكَ اللهَ..)، وَيَأمُرُهُمْ تَعَالَى بِأَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ قَطْعِ صِلاتِ الرَّحْمِ وَالقَرَابَةِ فِيمَا بَيْنَهُمْ، (وَفِي أَكْثَر مِنْ مَكَانٍ مِنَ القُرْآنِ يُكَرِّرُ تَعَالَى أَمْرَهُ إلى عِبَادِهِ بِصَلَةِ الأَرْحَامِ وَبِرِّهَا)، ثُمَّ يُخْبِرُهُمْ أنَّهُ هُوَ اللهُ، وَأنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَى أَعْمَالِ البَشَرِ، وَمُرَاقِبٌ لَهَا، وَأنَّهُ مُجَازِيهِمْ عَلَيهَا يَوْمَ القِيَامَةِ.
النَّفْسُ الوَاحِدَةُ- هِيَ آدَمُ عَلَيهِ السَّلامُ.
تَسَاءَلُونَ بِهِ- يَسْألُ بَعْضُكُمْ بِهِ بَعْضاً (سَألْتُكَ اللهَ).
الرَّقِيبُ- المُشْرِفُ مِنْ مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ لِلْمُرَاقَبَةِ.
الأَرْحَامَ- القَرَابَاتِ.
بَثَّ مِنْهُمَا- نَشَرَ مِنْهُمَا بِالتَّناسُلِ.


{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2)}
{وَآتُواْ} {اليتامى} {أَمْوَالَهُمْ} {ا أَمْوَالِكُمْ}
(2)- يَأمُرُ اللهُ تَعَالَى الأَوْصِيَاءَ وَالأَوْلِيَاءَ عَلَى الأَيْتَامِ بِأنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَمْوَالِ الأَيْتَامِ، وَأنْ لا يَتَعَرَّضُوا لَهَا بِسُوءٍ، وَبِأَنْ يَدْفَعُوا إلَى الأَيْتَامِ أَمْوَالَهُمْ كَامِلَةً إذَا بَلَغُوا سِنَّ الرُّشْدِ، كَمَا يَنْهَاهُمْ عَنْ أنَ يَتَبَدَّلُوا الأَمْوَالَ الحَرَامَ مِنْ أَمْوُالِ اليَتَامَى، بِالحَلالِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ. وَيَقُولُ لَهُمْ: لا تَخْلُطُوا أَمْوَالَ اليَتَامَى بِأَمْوَالِكُمْ حَتَّى لا يَبْقَى بِإِمْكَانِكُمُ التَّفْرِيقَ بَيْنَهَا وَتَأْكُلُوهَا جَمِيعاً. وَلا تُعْطُوا اليَتِيْمَ شَاةً مَهْزُولَةً وَتَأْخُذُوا شَاةً سَمِينَةً، لأنَّ فِعْلَ ذَلِكَ إِثْمٌ كَبِيرٌ، وَذَنْبٌ عَظِيمٌ فَاجْتَنِبُوهُ.
اليَتِيمُ- مَنْ مَاتَ أَبُوهُ وَلَمْ يَبْلُغِ الحُلُمَ.
الخَبِيثَ- الحَرَامَ.
الطَّيبُ- الحَلالُ.
الحُوبُ- الذَّنْبُ العَظِيمُ.


{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3)}
{اليتامى} {وَثُلاثَ} {وَرُبَاعَ} {فَوَاحِدَةً} {أَيْمَانُكُمْ}
(3)- فَإنْ خِفْتُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أنْ لا تَعْدِلُوا مَعَ الزَّوْجَةِ اليَتِيْمَةِ، وَأنْ تَأْكُلُوا مَالَهَا، فَاعْدِلُوا عَنِ الزَّوَاجِ بِهَا إلَى الزَّوَاجِ بِغَيْرِهَا، فَإِذَا كَانَ فِي حِجْرِ أَحَدِكُمْ يَتِيمَةٌ وَخَافَ أَنْ لا يُعْطِيهَا مَهْرٌ مِثْلِهَا، فَعَلَيْهِ أنَ يَعْدِلَ إلَى الزَّوَاجِ بِغَيْرِهَا، فَإِنَّ النِسَاءَ كَثِيرَاتٍ، وَلَم يُضَيِّقُ اللهُ عَلَى النَّاسِ، إذْ أَبَاحَ لَهُمْ الزَّوَاجَ بِاثْنَتَينِ وَثَلاثٍ وَأَرْبَعٍ. فَإِنْ خِفْتُمْ، فِي حَالِ تَعَدُّدِ الزَّوْجَاتِ عِنْدَكُمْ، أنْ لا تَعْدِلُوا بَيْنَهُنَّ فِي المُعَامَلَةِ، فَاقْتَصِرُوا عَلَى الزَّوَاجِ بِوَاحِدَةٍ، وَعَلَى الجَوَارِي السَّرَارِي (لأنَّهُ لا وُجُوبَ لِلْعَدْلِ بَيْنَهُنَّ، وَإنْ كَانَ ذَلِكَ مُسْتَحَباً) وَالاقْتِصَارُ عَلَى الزَّوَاجِ بِوَاحِدَةٍ فِيهِ ضَمَانٌ مِنْ عَدَمِ الجُوْرِ وَالظُّلْمِ. (وَقِيلَ إنَّ مَعْنَى- ذَلِكَ أدْنَى ألاّ تَعُولُوا- هُوَ أنْ لا تَفْتَقِرُوا) (وَالعَدْلُ يَكُون فِيمَا يَدْخُلُ تَحْتَ طَاقَةِ الإِنْسَانِ كَالتَّسْوِيَةِ فِي المَأْكَلِ وَالمَلْبَسِ وَالمَسْكَنِ وَغَيْرِهِ.. أمَّا مَا لا يَدْخُلُ فِي وُسْعِهِ مِنْ مَيْلِ القَلْبِ إلَى وَاحِدَةٍ دُونَ الأُخْرَى فَلا يُكَلِّفُ الإِنْسَانَ بِالعَدْلِ فِيهِ).
ألا تَقْسِطُوا- أنْ لا تَعْدِلُوا.
طَابَ- حَسُنَ وَمَالَ القَلْبُ إِلَيهِ، وَهُوَ هُنَا مَا حَلَّ لَكُمْ.
ألا تَعُولُوا- ألا تَجُورُوا فِي المُعَامَلَةِ. أوْ ألا تَفْتَقِرُوا مِنْ كَثْرَةِ العِيَالِ.
النِّكَاحُ- الزَّوَاجُ.
مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ- الجَوَارِي المَمْلُوكَاتُ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8